الأحد، 2 أغسطس 2015

القلب


حالا وبالرغم من وجود العصافير في كل مكان ، تغرّد ! بسلام ، أصلا هذا الكون يسير في سلام ، نحن فقط من يموت ! و نحن فقط من يخضع للفوضى الكونية ، و نحن فقط من يصيبنا أثر الغم .

كلما تعمقت بنظرتي الى الحياة وجدتها أكثر دعوة للدهشة والاستغراب، كأننا نتعرف على بعضنا ﻷول مرة.
نعيش في شرق حزين حولّه الانسان البشع الى مكان كئيب ومهجور بعد أن كان قبلة للسائحين وملاذآ للمحبين، فتحولت لغتنا الشاعرية الجميلة ببحورها الستة عشر ومعاجمها ومفرداتها التي لاتحصى الى مفردات سياسية عقيمة وقاتمة لاتخلو من الاتهامات المبطنة، تتشبع بها أسماعنا كل يوم منذ عقود... لا  استثنى نفسي من هذه الاتهامات .
ليس هذا بالطبع ما أكتشفت، فهذا أمر بات يعرفه حتى الجنين في بطن أمه قبل أن ينضم الى قافلة المهمشين.
أهل هذه اللغة غاب عنهم النور والضياء وكل ترانيم الكلام، فالعالم الاخر يزخر بالخير ويعيش واقعآ لا علاقة له بواقعنا والحياة متوازنة بين شد وجذب فلا جنة ولا نار، مجرد حياة عادية بحلوها ومرها، على عكس حالنا في قارتنا والقارات المماثلة حيث توقفت عقارب الساعة وتوقفت العقول وتوقفت الاذواق وتوقفت الرحمة وتوقفت الارادة وتوقفت الحضارة وماتت الحرية.
بشر يولد وآخر يموت على مر الايام والسنين ولا زال الموت يحتضن أيامنا والاستبداد يغتصب أحلامنا.
شيء واحد بقي ينبض في شرقنا وسط كل هذا الظلام.

القلب.

لازال القلب ينبض بالرغم من تشوهاته التى تلاحقه ، لا زال يحب بالرغم من القبح والكره المنتشران حوله .